دائمًا ما يُواجَه المرء عند التداول في الأسواق المالية بمعضلة الدخول في صفقة تداول معينة أو التغاضي عنها، ويعمد بعض المتداولين إلى تشغيل "الحس الداخلي" في اتخاذ هذا القرار المهم. بيد أن هذا الحدس أو البديهة لدى البعض يكون في أغلب الأحيان قائمًا على عاطفتين أساسيتين، وهما: الطمع والخوف. الطمع هو الذي يدفع المتداولين إلى فتح صفقة، بينما يدفعهم الخوف إلى التراجع عنها.
على المتداولين وبغض النظر عن مستوى خبرتهم أن يستخدموا في كلتا الحالتين أكثر من مجرد حسهم الداخلي في اتخاذ قرارات من هذا النوع؛ فامتلاك نظام سليم للتداول يُعتَمَد عليه في سوق الفوركس يستلزم مزيدًا من المعرفة.
ينبغي عليك كمتداول أن تعرف متى تستخدم أدوات التداول المناسبة التي تعتمد بدورها على نوع السوق الذي يجري فيه التداول.
في الأوقات التي يتخذ فيها السوق اتجاهًا واضحًا، يستمتع الجميع بالرحلة ويرون في ذلك فرصة لزيادة أرباحهم المحتملة، وسواء كان هذا الاتجاه نزولاً (يشير إليه ظهور نمط نزولي مستمر على الرسم البياني للسعر) أو صعودًا (يشير إليه ظهور نمط صعودي مستمر على الرسم البياني للسعر)، فإن هذا النوع من الأسواق عادةً ما يكون واحة للمتداول.
أهم مبدأ يجب أن نتذكره عندما يتعلق الأمر بالاتجاهات هو أنها تميل إلى الاستمرار في نفس الاتجاه إما صعودًا أو نزولاً.
سواء أكان ما تستخدمه هو التحليل الفني أو التحليل الأساسي أو حتى كنتَ تكتفي بالحس الداخلي، فإن اكتشاف الاتجاه الحالي يُعَد من الأمور الحاسمة التي لا غنى عنها. اتبع الاتجاه وتأكد من استخدام نظام التداول وأدواته بحسب هذا الاتجاه.
تحقق نظم التداول القائمة على تتبع الاتجاه أداءً طيبًا في الأوقات التي يتخذ فيها السوق اتجاهًا واضحًا، لكنَّ الأمر ليس كذلك في حالة الحركة العرضية للسوق، حيث تخلو هذه الحالة من أي مساحة للمناورة أو أي مساحة تسمح باستمرار أي مكاسب محتملة. السوق العرضي هو في الأساس شريط ضيق لحركة السعر. اقرأ المزيد في "شرح التداول العرضي".
رغم أن متداولين كثيرين ينخدعون بالتداول العرضي، نظرًا لأنه يبدو "آمنًا" نسبيًا من الناحية النظرية أو أنه يبدو كذلك إذا نظرنا إلى الأحداث بعد وقوعها، إلا أنهم سرعان ما يكتشفون أنه بحلول الوقت الذي يكتشفون فيه الاتجاه العرضي يكون الوقت قد تأخر.
بالطبع، ثمة استراتيجيات تداول كثيرة وُضِعَت لاستيعاب هذه النوعيات من المتداولين، ترسم قواعد واضحة للدخول والخروج، بل إنه حتى الأساليب الشائعة "لأدنى سعر مُستهدَف" قد استُغلَّتَ أيضًا في هذا الغرض عينه.
إن الأسواق ذات الاتجاه والأسواق العرضية فئتان عريضتان من أنواع سوق الفوركس يتعين على المتداولين أن يتعرفوا عليهما حتى يتمكنوا من تطبيق أدوات التداول واستراتيجياته المناسبة. اقرأ مقالي بعنوان "اكتشاف الاتجاهات: دليل المبتدئين" لتتعرف على كيفية اكتشاف الاتجاهات.
يُعَد مؤشر متوسط الحركة الاتجاهية من أشهر المؤشرات المُطوَّرة لاكتشاف وجود اتجاه، عند وجود اكثر من 20 أو 25 مؤشر فهذا يعني وجود اتجاه محدد. هذا، ويُعَد اكتشاف وجود سوق ذي اتجاه ميزة للمتداولين الذين يعتمدون على تتبع الاتجاه، لأنهم في هذه الحالة سوف يستخدمون نظامًا يتبع الاتجاه في التداول (أي نظام يحقق نتائج طيبة في ظل الأسواق ذات اتجاه سواء صعودي أو نزولي).
في المقابل عند وجود أقل من 20 أو 25 مؤشر فهذا يعني إلى وجود سوقٍ عرضيٍّ يبطل تأثير أي نظام متتبع للاتجاه. إذا رغب المتداول في مواصلة التداول في ظل سوقٍ كهذا، فربما تكونمذبذبات الزخم هي الأنسب.
تذكر دائمًا أن التداول في أسواق الفوركس هو مسألة احتمالات دون أي ضمانات، ومن الممارسات الشائعة في هذا الصدد التداول في الاتجاه الذي يتمتع بأعلى احتمال للاستمرار.
إذا اتبعتَ هذه القاعدة الذهبية، فمن المرجح أن تلمس زيادة في أرباحك المحتملة. لكن رغم هذا ينبغي أن تظل "الاحتمالات" في صالحك. أما إذا لم تكن في صالحك، فلا بد أن تكون على أتم الاستعداد لشعور "الحزن" على الخسارة، لكن لا تدع هذا الشعور يؤثر على قدرتك على التمييز.
هذا أفضل مثال يوضح كيف يمكن "للاحتمالات" في السوق أن تنقلب ضدك. حتى لو كان من المرجح أن يستمر الاتجاه صعودًا أو نزولاً في نفس الاتجاه، يظل انقلاب الاتجاه ممكنًا، ولا بد أن تكون على أهبة الاستعداد له.
سوف تتعرف من خلال الأنماط الانقلابية المشهورة على إشارات لنهاية اتجاه معين سائد وبداية اتجاه آخر جديد في الاتجاه العكسي. كذلك سوف تنبهك مؤشرات الاتجاه المعروفة إلى أي تغيير محتمل في اتجاه السوق.
اقرأ المزيد: “ السر وراء انقلابات الاتجاهات النزولية”
اقرأ المزيد: “شرح انقلابات الاتجاهات النزولية ”
التداول في أسواق الفوركس هو مسألة احتمالات، ويتمثل الهدف الرئيسي لأي متداول متتبع للاتجاه في اكتشاف الأسواق ذات الاتجاه واتباع نظام سليم للتداول يوفر نقاط دخول ومستويات لجني الربح ومستويات خروج دقيقة، ويُعَد مؤشر متوسط الحركة الاتجاهية (ADX) من المؤشرات المفيدة في اكتشاف الاتجاهات.
إذا كان السوق العرضي هو النوعية التي يفضلها المتداول، فإن مذبذبات الزخم مع وجود استراتيجية محكمة للتداول قادرة على تحقيق أداء أفضل في ظل الأسواق العرضية هو ما ينبغي أن يُستخدَم.
الخلاصة: اعرف السوق الذي أنت فيه حتى تتمكن من استخدام أدوات التداول المناسبة!
إخلاء المسؤولية: تتكون هذه المادة المكتوبة/المرئية من آراء وأفكار شخصية. لا ينبغي تفسير المحتوى باعتباره يتضمن أي نوع من النصائح الاستثمارية و/أو الحض على القيام بأي معاملات. ولا ينطوي المحتوى على أي التزام بشراء خدمات استثمارية أو يضمن أو يتنبأ بما سيكون عليه الأداء في المستقبل. ولا تضمن شركة FXTM أو المنتسبين إليها أو وكلاءها أو مديريها أو مسئوليها أو موظفيها دقة أو صحة أو التوقيت المناسب أو كمال أي معلومات أو بيانات واردة ولا يتحملون أي مسؤولية فيما يتعلق بأي خسارة ناجمة عن أي استثمار تم على أساسها.
التحذير بشأن المخاطر: تداول المنتجات القائمة على الرافعة المالية مثل الفوركس والعقود مقابل الفروقات يحمل مستوى مرتفع من المخاطر. ولا ينبغي عليك المخاطرة بأكثر مما يمكنك أن تتحمل خسارته، ومن المحتمل أن تخسر أكثر من استثماراتك الأولية. ولا ينبغي أن تقوم بالتداول إلا إذا كنت تفهم فهما تاما المدى الحقيقي لتعرضك لمخاطر الخسارة. ويجب عليك عند التداول أن تأخذ في اعتبارك على الدوام مستوى خبرتك. إذا بدت المخاطر التي ينطوي عليها التداول غير واضحة بالنسبة لك، يرجى الاستعانة بمشورة مالية مستقلة.